للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت في الثاني والعشرين من ذي الحجة أيضاً.

وفي هذه السنة تولى السلطان أمر الحرم الشريف وعمارته. وأقام منارة وخدمة وجوامك خدامة.

وفي هذه السنة توفي الفقيه الصالح أبو الحسن علي بن الحسين الأصابي وكان فقيهاً أصوليّاً نحويّاً لغويّاً كامل الفضل عارفاً بالحديث والتفسير. ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة. وتفقه بمحمد بن جديل من أهل سهعنة ويحيى بن فضل وغيرهما. ولما ابتنى السلطان الملك مدرسته التي في معزية تعز رتب فيها مدرساً فهو أول مدرس ترتب فيها. ثم لم يقف بها غير اشهرٍ قلائل وتوجع فرجع إلى السحول. وكان يسكن قرية يقال لها المعيرير بعين مهملة ورائين مهملتين بينهما ياءُ ساكنة على وزن مفيعيل وهو ناحية من نواحي المخادر. وتوفي بها في السنة المذكورة وحمل على أعناق الرجال إلى المحفد ودفن قبلي المدرسة. وقبره اشهر من أن يزار. ويجد الزائر عند قبره رائحة المسك خصوصاً ليلة الجمعة.

قال الجندي وهو أول من سن الأذان لمن يسد اللحد على الميت وقد اعتمد ذلك كثير من الناس. قال وسألت شيخنا أبا الحسن الصبحي عن معناهُ فقال هو معناهُ عن الفقيه أبي الحسن علي بن الحسن الأصابي وكان فقيهاً عالماً ولعله أخذ من الأذان في إذن المولود ويقول أول خروجه من الدنيا وهذا أول خروجه إلى الآخرة. وتفقه به خلق كثير منهم عمر السهوي وأبو بكر بن عبادي وغيرهما وله مصنفات في الأصول منها كتاب ضمنه الرد على الزيدية وكتاب ضمنه الرد على من يكفر بأول الصلاة.

قال الجندي رحمه الله قرأته على محمد بن أبي الرجا بروايته عن مصنفه المذكور. ويروى عنه أنه قال حججت سنة فبلغني أن الشيخ أبا الغيث قد تكلم بتفسير القرآن على المشكل منه فانتخبت من وسيط الواحدي عشرة مسائل واستثبت حقائقها. فلما رجعت من الحج مررت ببيت عطا فدخلت على الشيخ فوجدت

<<  <  ج: ص:  >  >>