للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس يتغدون والشيخ قاعد على سرير في طرف الرباط فامرني النقيب بالقعود والغداء ففعلت. ثم لما فرغ الناس وتفرقوا قلت أريد أن اسأَل الشيخ ففتشت أول مسأَلة فلم أجد ثم الثانية ثم الثالثة حتى أتيت على العشرة فكأَني لم أُحط بشيءٍ منها علماً والشيخ مطرق فحين لم أجد شيئاً رفع الشيخ رأْسه إليَّ ثم قال ليتأَدب بعض الناس. فغلب على ظني أنه عناني فقمت إليه فقبلت كفه واستأْذنته في السفر فأذن لي فسافرت.

وفي سنة ثمان وخمسين طلع السلطان بن علي بن رسول في ذمرمر المذكورة. وكان الأمير أسد الدين محمد بن الحسن بن علي بن رسول في ذمرمر فطلب من مولانا السلطان أن يجهزه إلى حضرموت فساعده إلى ذلك وزوَّده فخرج إلى الخوف فلقيه حصن بن محمد بن حجاف وعبد الله بن منصور بم ضيغم فطلبوا منه النصرة على آل راشد بن منيف فأجابهم فكانوا خلف مولانا السلطان فوقعت الحرب بينهم فقتل طوق بن حمدان في جماعة من آل راشد. فلما اتصل العلم بمولانا السلطان ضاق صدره على الأمير أسد الدين وتعذر على الأمير أسد الدين المسير إلى حضرموت فتوجه نحو ظفار الأَشراف فأقام فيه أياماً ثم خرج الأمير صارم الدين داود بن الإمام في عساكره والأمير أسد الدين محمد لن الحسن فيمن بقي من مماليكه وقد كان لحق أكبرهم بالسلطان وتأَهبوا لحرب الإمام الحسن بن وهاس فالتقوا بعصافر فانهزم أصحاب الإمام وثبت هو ثباتاً حسناً وقاتل قتالاً شديداً. وكان فارساً شجاعاً من الشجعان المشهورين فانهزم عنهُ أصحابه ولم ينهزم. وكان لا ينهزم أبداً وكذلك أسر ثلاث مرات هذه المرة الثالثة وفي كلها يأسره الأمير أسد الدين محمد بن الحسن وهذا من عجائب الاتفاق.

فلما أُسر الإمام كما ذكرنا سجنه الأمير صارم الدين داود بن الإمام فأقام عنده في الأسر عشر سنين. ثم أخرجه بعد عشر على ما سنذكره أن شاء الله وأقام السلطان في صنعاء ونواحيها إلى شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة. ثم بعده إلى اليمن وترك

<<  <  ج: ص:  >  >>