للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير شمس الدين علي بن يحيى في صنعاء مقطعاً بها وبأعمالها فلم يقم إلا قليلاً حتى وصل الأمير أسد الدين محمد بن الحسن فحط في المدورة فوق الحمراء وكان يغير إلى صنعاءَ فأغِارت خية عشية إلى صنعاءَ فخرج العسكر لقتالهم فقتل مملوكه الأمير جمال الدين أفوس الألفي أُصيب بسهم. وكان الذي رماه الأشقر أحد مماليك أسد الدين أيضاً ولكنه قد صار من جملة العسكر السلطاني. وكان الألفي أحد الشجعان المشهورين بالشجاعة والكرم.

ولما علم السلطان بما كان من أسد الدين جهز الأمير علم الدين سنجر الشعبي معبراً إلى صنعاءَ فارتحل أسد الدين من محطته ولحق ببلاد الأشراف ولم تقم له راية بعد لذلك. وأعاد الأمير علم الدين المحاط على براش ولقي الأمير أسد الدين يتردد من ظفار إلى طفر ثم لحقته مضرة شديدة حتى أنه باع ثيابه ثم كتب إلى السلطان كتاباً يقوله فيه:

فان كنت مأْكولاً فكن أنت آكلي ... وإلاَّ فأدركني ولما أمزّق

فأمر السلطان علي بن يحيى والأمير عبد الله بن العباس إلى الأمير أسد الدين فما زالا بهِ حتى نزل معهما إلى السلطان وإنما أرسل إليه السلطان الأمير شمس الدين علي بن يحيى لما يعلم بينهما من المحبة والصداقة فلما وصل الأمير شمس الدين إلى الأمير أسد الدين بكى عنده وتأّلم من القبض على أبيه وأخيه فقال له لعلك في القرب انفع لهم من البعد. ولعلنا ننتظر فرصة من الدهر فنكون كذا وكذا فنقل ذلك إلى السلطان. وكان السلطان يومئذ في محروسة زبيد. فلما وصلوا زبيد أمر السلطان بالقبض عليه وعلى علي بن يحيى فقيدهما وأرسلهما إلى حصن تعز فقال في ذلك القاضي سراج الدين أبو بكر بن دعاس.

ما دان في فلك الأيام ذا أبداً ... كلاّ ولا دار للأقوام في خلد

أن الكسوف جميعاً والخسوف معاً ... في ساعة في نزول الشمس في الأسد

<<  <  ج: ص:  >  >>