فلما دخل الأمير أسد الدين على أبيه وعمه وأخيه وابن عمه وابن أخته محمد بن حصر جعلوا يعاتبونه ويخاصمونه فقال لهم يا قوم لا نكون مثل أهل جهنم كلما دخلت أمي لعنت أختها. فلم يزالوا في اسجن حتى توفوا إلى رحمة الله تعالى. ولما قبض الأمير شمس الدين علي بن يحيى كما ذكرنا. وكان مقطعاً في صنعاء طلع الطواشي نظام الدين مختص عقيب ذلك فأقام في صنعاءَ ورجعت المحاط على مدة وتراش وطفر.
ثم طلع بعد ذلك فيروز فأقام أياماً قلائل. ثم طلع الأمير هبة بن الفضل مستخلصاً للأموال فاستخلصها على أثم ما يكون. ثم تسلم الحصن حصن حيرة في شهر رجب. وكان بناه بنو وهاس فاخرب بعد التسليم ثن تسلم حصن مدة في ذي الحجة من السنة المذكورة.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الصالح أبو الخطاب عمر بن مسعود ابن محمد بن سالم الحميري نسباً إلا يبني بلداً. وكان فقيهاً صالحاً متورعاً متعففاً ملازماً للسنة تفقه بمحمد بن إسماعيل الحضرمي وعلي بن قاسم الحكمي وبطال بن أحمد الركبي وعلي بن عمر الحضرمي وإبراهيم بن علي بن عجيل وغيرهم. وعرف بصحبته الحضر كثيراً. وكان مدرساً بذي هريم بالمدرسة النظامية وتفقه به جمع كثير. ويقال أنه خرج من أصحابه أربعون مدرساً منهم محمد بن سالم اليابه وإبراهيم بن عيسى الجندي ومحمد بن محمود السفالي وسعد بن انعم بن مصنعة وغيرهم. ولم يزل على الطريق المرضي إلى أن توفي رحمة الله عليه في الثامن من شوال من السنة المذكورة وقبر في مقبرة صينية في ناحية من نواحي مدينة تعز ولما توفي في التاريخ المذكور خلفه تلميذه سعيد بن منصور بن محمد بن أحمد الجيشي بجيم وياء مثناة من تحتها ساكنة ثم شين معجمة. وكان واده يلقب بأنعم واصل بلده مصنعة سير. وكان فقيهاً محققاً درس بعد شيخه في المدرسة المذكورة إلى أن توفي سنة أربع وسبعين وستمائة وقبر إلى جنب قبر شيخه ثم خلفه ابن شيخه عبد الله بن الفقيه عمر بن مسعود فلم تطل