للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

مدته فتوفي في سنة خمس وسبعين والله أعلم.

وفي سنة تسع وخمسين تسلم السلطان رحمه الله حصن عصدان في المحرم من السنة المذكورة. ثم تسلم حصن براش في رجب من الشريف أحمد بن محمد العلوي وعوضه عنه المصنعة وعزان من بلاد حمير ومالا أعطاه إياه. وفي شهر رمضان من السنة المذكورة طلع الأمير علم الدين سنجر الشعبي إلى صنعاء مقطعاَ لها ولأَعمالها وقد تأَهب الركاب العالي إلى مكة المشرفة لأداءِ فريضة الحج فخرج في حصن تعز في شوال من أسنة المذكورة. وكان له من الصدقات أتى مكة في البحر والبر ما لا يعمله إلا الله وكان رحمه الله يسير في البر والمراكب تسايره في أبحر بالعلوفات والأطعمة فلما قارب مكة حرسها اله تعالى خرج الشريفان عنها إدريس ابن قتادة وأبو نمي بن أبي سعد بن علي بن قتادة خوفاً منهُ ثم دخل مكة في عساكره وجنوده داعياً ملبياً خاشعاً متضرعاً عاري الرأس والجسد حتى قضى حق الطواف. ثم تقدمت العساكر والجنود فحطت في الحجون ولم تزل إلى أن قضى ما يجب عليه من الوقوف بعرفة فوقف في ناحية الصخرات وطلعت أعلامه الشريفة وأعلام صاحب مصر فقال له الأمير عز الدين محمد بن أحمد بن الإمام هلا اطلعت أعلامك يا مولانا السلطان قبل إعلام المصريين فقال له أتراني أؤَخر أعلام ملك كسر التتر بالأَمس أقدم أعلامي لأَجل حضوري ثم مضى في حجه حتى أتمهُ ثم قصد البيت الشريف وحلَّ لهُ ما حرّم عليه. ولم يزل مدة إقامته بمكة يصلي المغرب على قبة زمزم ثم يطوف وارداً وصادراً وخدم البيت الشريف وأخذ المكسحة وتأبط القربة وغسلهُ ثم ضخمهُ بالغوالي الفاخرة

مقام يحق لذي الكبريا ... ءِ أن يبدلهُ بالخضوع

رأينا به الملك رب الفخار ... أبا عمر ذا النوال الهموع

<<  <  ج: ص:  >  >>