عن قتادة:{فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ} ، يقال: أرسلوا رسولهم فلما {أَدْلَى دَلْوَهُ} تشبّث بها الغلام، {قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ} تباشروا به حين أخرجوه. وعن مجاهد:{وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} ، قال صاحب الدلو ومن معه، قالوا لأصحابهم: إنما استبضعناه، خيفة أن يشركوهم فيه إن علموا بثمنه، وتبعهم إخوته يقولون للمدلي وأصحابه: استوثق منه لا يأبق، حتى وقفوه بمصر.
وقوله تعالى:{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} قال ابن عباس: باعه إخوته بثمن بخس. قال الضحاك: البخس الحرام. وقال الشعبي: قليل. وقال ابن عباس: عشرون درهمًا. وعن الضحاك:{وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} قال: إخوته زهدوا فيه فلم يعلموا منزلته من الله ونبوته ومكانه.
وقوله تعالى:{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} ، قال قتادة: وهي امرأة العزيز. وقال ابن مسعود: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين تفرّس في يوسف فقال لامرأته: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} ، وأبو بكر حين تفرّس في عمر، والتي قالت:{يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} .