للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هَذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (١٩) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً

وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (٢١) } .

عن قتادة: {فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ} ، يقال: أرسلوا رسولهم فلما {أَدْلَى دَلْوَهُ} تشبّث بها الغلام، {قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ} تباشروا به حين أخرجوه. وعن مجاهد: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} ، قال صاحب الدلو ومن معه، قالوا لأصحابهم: إنما استبضعناه، خيفة أن يشركوهم فيه إن علموا بثمنه، وتبعهم إخوته يقولون للمدلي وأصحابه: استوثق منه لا يأبق، حتى وقفوه بمصر.

وقوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} قال ابن عباس: باعه إخوته بثمن بخس. قال الضحاك: البخس الحرام. وقال الشعبي: قليل. وقال ابن عباس: عشرون درهمًا. وعن الضحاك: {وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} قال: إخوته زهدوا فيه فلم يعلموا منزلته من الله ونبوته ومكانه.

وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} ، قال قتادة: وهي امرأة العزيز. وقال ابن مسعود: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين تفرّس في يوسف فقال لامرأته: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} ، وأبو بكر حين تفرّس في عمر، والتي قالت: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} .

وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ} .

وقال ابن كثير: يقول تعالى: كما أنقذنا يوسف من إخوته كذلك مكنَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>