[سورة الفاتحة لها ثلاثة أسماء: فاتحة الكتاب، وأم القرآن، والسبع المثاني.]
وروى البخاري وغيره عن سعيد بن المعلى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم أجبه حتى صليت، قال: فأتيته، فقال:«ما منعك أن تأتيني» ؟ قال: قلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، قال:«ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} ؟ ثم قال: «لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد» . قال: فأخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول الله إنك قلت: لأعلمنَّك أعظم سورة في القرآن قال: «نعم، الحمد لله رب العالمين، هي: السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته» .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج - ثلاثًا - غير تمام» . فقيل لأبي هريرة: إنا نكون خلف الإمام فقال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قال الله عز وجل: قسّمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل؛ فإذا قال:{الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله: حمدني عبدي. وإذا قال:{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} ، قال الله: أثنى عليّ عبدي؛ فإذا قال:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال الله: مجّدني عبدي - وقال مرة: فوّض إليَّ عبدي - فإذا قال:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ