وعن قتادة أيضًا في قوله:{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} قال: تسألهم: من خلقهم ومن خلق السماوات والأرض؟ فيقولون: الله، فذلك إيمانهم بالله، وهم يعبدون غيره.
وقال ابن زيد في قوله:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} قال: {هَذِهِ سَبِيلِي} هذا أمري، وسنّتي، ومنهاجي {أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} قال: وحق والله على ما اتّبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه، ويذكر بالقرآن والموعظة، وينهي عن معاصي الله.
عن قتادة:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى} لأنهم كانوا أعلم وأحلم من أهل العمود. وعن ابن عباس: ... {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} أيس الرسل من قومهم أن يصدقوهم، وظن قومهم أن الرسل قد كذبتهم. وعن قتادة:{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} ، قال: من قومهم، {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} ، قال: وعلموا أنهم قد كذبوا {جَاءهُمْ نَصْرُنَا} .
قال ابن كثير: يذكر تعالى أن نصره ينزل على رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عند ضيق الحال، وانتظار الفرج من الله، في أحوج الأوقات إلى