ثم قال الله لهم لزامًا للحجة {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء} معناه أنتم مع إقراركم بأن الله خالق السماوات والأرض اتخذتم من دونه أولياء فعبدتموهم من دون الله؟ يعني: الأصنام، وهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور؟ قال مجاهد: أما الأعمى والبصير: فالكافر والمؤمن، وأما الظلمات والنور: فالهدى والضلالة، {أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ} ، قال مجاهد: خلقوا كخلقه فحملهم ذلك على أن شكّوا في الأوثان. وقال البغوي:{أَمْ جَعَلُواْ} ، أي: جعلوا لله شركاء {خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ} ، أي: اشتبه ما خلقوه بما خلقه الله تعالى، فلا يدرون ما خلق الله وما خلق آلهتهم. {قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} . قال ابن كثير:(وإنما عبد هؤلاء المشركون معه آلهة، هم معترفون أنها مخلوقة له عبيد له، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك، وكما أخبر تعالى عنهم في قوله:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ، وقال تعالى:{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} فإذا كان سَمّوا الجميع عبيدًا، فلم يعبد بعضهم بعضًا) . انتهى ملخصًا.