عن مجاهد:{وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أعرض عن أذاهم إياك.
وقال ابن كثير: يقول تعالى آمرًا رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -: أن يدعوا الخلق إلى الله {بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} ، أي: بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس، ذكّرهم بها ليحذروا بأس الله تعالى. وقوله:{وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال فليكن بالوجه الحسن، برفق ولين وحسن خطاب، كقوله تعالى:{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} الآية، فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر به موسى وهارون عليهما السلام حين بعثهما إلى فرعون في قوله:{فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} .
وعن مجاهد: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولا تعتدوا.
وقال ابن كثير: وهذه الآية الكريمة لها أمثال في القرآن، فإنها مشتملة على مشروعية العدل والندب إلى الفضل، كما في قوله: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ