قال البغوي: أي: بطل وسقط من تدعون من الآلهة {إِلاَّ إِيَّاهُ} فلم تجدوا معينًا سواه، {فَلَمَّا نَجَّاكُمْ} ، أجاب دعاءكم وأنجاكم من هول البحر، وأخرجكم {إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ} ، عن الإيمان والإخلاص والطاعة، كفرًا منكم لنعمه، {وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً} .
وعن قتادة: قوله: {أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً} يقول: حجارة من السماء {ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً}
أي: منعة، ولا ناصرًا. {أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى} أي: في البحر مرة أخرى، {فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ} ، وهي التي تقصف ما مرت به فتحطّمه، {فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً} ، يقول: لا يتبعنا أحد بشيء من ذلك. وعن مجاهد:{ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً} ، قال: نصيرًا ثائرًا.