سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه، {وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} ، إنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه، وإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين.
عن مجاهد: قوله: {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} ، قال: تباعد منا، {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً} قال قتادة: يقول: إذا مسّه الشر يئس وقنط. {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} ، يقول: على ناحيته ونيّته. وقال ابن زيد: على دينه.
قال ابن كثير: وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى.
{فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً} منا ومنكم، وسيجزي كل عامل بعمله. وعن ابن عباس قال: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئًا نسأل
عنه هذا الرجل فقالوا: سلوه عن الروح، فنزلت:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} ، قالوا: أوتينا علمًا كثيرًا، أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، قال: وأنزل الله: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} . رواه أحمد.