عن ابن عباس: قوله: {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّماً} ، يقول: أنزل الكتاب عدلاً قيماً، {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} . وقال قتادة: معناه: ... {أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} ولكن جعله {قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً} . قال بن إسحاق: عاجل عقوبة في الدنيا، وعذابًا في الآخرة {مِن لَّدُنْهُ} . أي: من عند ربك الذي بعثك رسولاً.
{وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً} أي: في دار خلد لا يموتون فيه، الذين صدقوك بما جئت به عن الله وعملوا بما أمرتهم، {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً} ، يعني: قريشاً في قولهم: إنما نعبد الملائكة وهن بنات الله. {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} قولهم: إن الملائكة بنات الله {إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} .
وعن قتادة:{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ} قاتلُ نفسك، {عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} ، قال: حزناً عليهم. قال ابن إسحاق: يعاتبه على حزنه عليهم، حين فاته ما كان يرجو منهم، أي: لا تفعل.