رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة ليلة، لا يُحدث الله في ذلك وحيًا، ولا يأتيه جبريل عليه السلام، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدًا، واليوم خمسَ عشرةَ قد أصبحنا فيها، لا يُخبرنا بشيء مما سألناه عنه. وحتى أحزنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكثُ الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخَبَر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف، وقول الله عز وجل:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا} .
عن مجاهد:{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} ، يقول: قد كان من آياتنا ما هو أعجب من ذلك. وقال ابن عباس: الرقيم وادٍ دون فلسطين وهو قريب من أيلة. وعن سعيد بن جبير قال: الرقيم لوح من حجارة كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف.
وعن قتادة قوله:{ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا ... أَمَداً} ، يقول: ما كان لواحد من الفريقين علم، لا لكفارهم، ولا لمؤمنيهم. وعن مجاهد:{أَمَداً} ، قال: عددًا.
قال ابن كثير: هذا إخبار من الله تعالى عن قصة أصحاب الكهف على سبيل الإجمال والاختصار، ثم بسطها بعد ذلك.