وعن ابن جريج:{فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ} ، قال: يعلوه، {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً} ، أي: ينقبوه من أسفله. قال وهب بن منبه: وهو في منقطع أرض الترك مما يلي مشرق الشمس، بُعْدُ ما بينهما مائة فرسخ، وجعل خلاله عرقًا من نحاس أصغر، فصار كأنه بُرْدٌ مُحَبَّر من صفرة النحاس وحمرته وسواد الحديد.
قال ابن كثير: وقوله: {وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً} ، أي: لاستعجام كلامهم وبعدهم عن الناس.
وقال البغوي: أي: لا يفقهون كلام غيرهم. قال ابن عباس: لا يفقهون كلام أحد ولا يفهم الناس كلامهم. وقال في جامع البيان {وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً} يعني: لعجمهم وقله فطانتهم، لا يفهمون كلام أحد، ومن قرأ بضم الياء وكسر القاف، أي: لا يفهمون السامع لغرابة ألسنتهم.
روى ابن جرير وغيره عن أبي هريرة عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«إن يأجوج ومأجوج يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فتحفرونه غدًا فيعيده الله وهو كهيئته حتى إذا جاء الوقت قال: إن شاء الله فيحفرونه، ويخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصن الناس في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء فيرجع كهيئة الدم فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء. فيبعث الله عليهم نغفًا في أقفائهم فتقتلهم» . فقال