عن قتادة: قوله: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي} إذًا: ... {لَنَفِدَ} ماء البحر، {قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ} الله وحكمه.
وقوله تعالى:{وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} .
قال ابن كثير: أي: بمثل البحر، آخر ثم آخر. وهلمّ جرًّا بحور تمدّه ويكتب بها لما نفدت كلمات الله كما قال تعالى:{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} .
وقوله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} ، أي: فإني لا أعلم الغيب إلا ما أطلعني الله عليه من خبر أصحاب الكهف وذي القرنين وغير ذلك.
{يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} ، قال ابن عباس: علّم الله رسوله التواضع لئلا يزهو على خلقه، فأمره الله أن يقرّ فيقول: أنا آدميّ مثلكم إلا أني خُصِّصْتُ بالوحي، وأكرمني الله به {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} .
قال ابن جرير: فمن يخاف ربه يوم لقائه ويراقبه على معاصيه ويرجو ثوابه على طاعته، {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً} ، يقول: فليخلص له العبادة وليفرد له الربوبية.
وعن سعيد بن جبير:{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ} ، قال: ثواب ربه.
قال البغوي: فالرجاء يكون بمعنى الخوف والأمل جميعًا.
وقوله تعالى:{وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} ، قال سفيان: لا يرائي. وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرويه عن الله عز وجل أنه قال:«أنا خير الشركاء، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه هو والذي ... أشرك» . رواه أحمد.