عن ابن عباس قوله تعالى:{طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} ، فإن قومه قالوا: لقد شقي هذا الرجل بربه فأنزل الله تعالى ذكره {طه} ، يعني: يا رجل، {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} . وقال قتادة:{مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} ، لا والله ما جعله شقاء، ولكن جعله رحمة ونورًا ودليلاً إلى الجنة، {إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى} وأن الله أنزل كتابه وبعث رسله رحمة رحم الله بها العباد، ليتذكر ذاكر وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله وهو ذاكرًا له، أنزل الله فيه حلاله وحرامه. فقال:{تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} .
قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا.