للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله عز وجل: {طه (١) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (٢) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (٣) تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (٤) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (٦) وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (٧) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى (٨) } .

عن ابن عباس قوله تعالى: {طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} ، فإن قومه قالوا: لقد شقي هذا الرجل بربه فأنزل الله تعالى ذكره {طه} ، يعني: يا رجل، {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} . وقال قتادة: {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} ، لا والله ما جعله شقاء، ولكن جعله رحمة ونورًا ودليلاً إلى الجنة، {إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى} وأن الله أنزل كتابه وبعث رسله رحمة رحم الله بها العباد، ليتذكر ذاكر وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله وهو ذاكرًا له، أنزل الله فيه حلاله وحرامه. فقال: {تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} .

قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا.

{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} ، قال

<<  <  ج: ص:  >  >>