العليق؛ وبعض أهل الكتاب يقول: في عوسجة، فلما دنا، استأخرت عنه، فلما رأى استئخارها رجع عنها، وأوجس في نفسه منها خيفة، فلما أراد الرجعة دنت منه ثم كلمه من الشجرة، فلما سمع الصوت استأنس، قال الله تبارك وتعالى له:{يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} قال قتادة: كانتا من جلد حمار، فقيل له: اخلعهما. وقال الحسن: كانتا من بقر، لكن إنما أراد الله أن يباشر بقدميه بركة الأرض، وكان قد قدّس مرتين. وقال مجاهد: طوى: اسم الوادي.
وقوله تعالى:{وَأَنَا اخْتَرْتُكَ} ، أي: اصطفيتك، {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} ، قال مجاهد: إذا صلى ذكر ربه وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها، فيصلها إذا ذكرها فإن الله تعالى قال:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} » . وعن ابن عباس قوله:{إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} ، يقول: لا أظهر عليها أحدًا غيري. وفي مصحف عبد الله ابن مسعود أكاد أخفيها من نفسي، فكيف يعلمها مخلوق؟ وقيل: أخفيها فلا أقول هي: آتية.
{لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} ، أي: بما تعمل من خير وشر، ... {فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا} ، أي: عن التصديق بالساعة، {مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} فتهلك.