قال البغوي:{إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ} وحي إلهام، {مَا يُوحَى} ما يلهم؛ ثم فسّر ذلك الإلهام وعدّد نعمة عليه فقال:{أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ} ، يعني: نهر النيل، قال ابن إسحاق: لما ولدت موسى أمه أرضعته، حتى إذا أمر فرعون بقتل الغلمان من سنته تلك، عمدت إليه فصنعت به ما أمرها الله تعالى، جعلته في تابوت صغير ومهّدت له فيه، ثم عمدت إلى النيل فقذفته فيه، وأصبح فرعون في مجلس له، كان يجلس على شفير النيل كل غداة، فبينما هو جالس إذ مرّ النيل بالتابوت، فقذف به، وآسية ابنة مزاحم امرأته جالسة إلى جنبه، فقال: إن هذا الشيء في البحر فائتوني به، فخرج إليه أعوانه حتى جاءوا به، ففتح التابوت فإذا فيه صبي في مهده، فألقى الله عليه محبته وعطف عليه نفسه.
وعن قتادة قوله:{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ، قال: هو غذاؤه. قال ابن إسحاق:{قالت} ، يعني: أم موسى، {لأخته قصّيه} فانظري ما يفعلون به، فخرجت في ذلك