قال ابن عباس: لما قال القوم: {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} ، أقام هارون فيمن تبعه من المسلمين ممن لم يفتتن، وأقام من يعبد العجل على عبادة العجل، وتخوف هارون إن سار بمن معه من المسلمين أن يقول له موسى:{فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} وكان له هائبًا مطيعًا.
قال ابن زيد في قوله:{فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ} ، قال: ما أمرك؟ ما شأنك؟ ما هذا الذي أدخلك فيما دخلت فيه؟ {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} . قال قتادة: يعني: فرس جبريل - صلى الله عليه وسلم -، {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} ، قال ابن زيد: كذلك حدثتني نفسي. وقال قتادة: كان والله السامريُ عظيما من عظماء بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة، ولكنّ عدو الله نافق بعدما قطع البحر مع بني إسرائيل.
وقال ابن كثير:{وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} ، أي: حَسَّنَتْهُ وأعجبها إذ ذاك، {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ} ، أي: كما أخذت ومسست ما لم يكن لك أخذه ومسه من أثر الرسول، فعقوبتك في الدنيا، {أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ} ، أي: لا تماسّ الناس ولا
يمسّونك، {وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً} ، أي: يوم القيامة، {لَّنْ تُخْلَفَهُ} ، أي: لا يحيد لك عنه.