قال البغوي:{وَكَذَلِكَ} ، أي: كما بينا في هذه السورة، {أَنزَلْنَاهُ} ، يعني: أنزلنا هذا الكتاب، {قُرْآناً عَرَبِيّاً} ، أي: بلسان العرب، {وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} عبرة وعظة. قال قتادة:{لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ما حذروا به من أمر الله وعقابه ووقائعه بالأمم قبلهم، {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ} القرآن، {ذِكْراً} ، أي: حدًا، وورعًا.
وقوله تعالى:{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} ، أي: عمَّا يصفه به المشركون. {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} ، قال مجاهد: لا تَتْلُه على أحد حتى نبيّنه لك، {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} .
قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: {وَقُل} يا محمد: {رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} صحيحًا إلى ما علّمتني أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم. قال ابن عيينة: ولم يزل - صلى الله عليه وسلم - في زيادة حتى توفّاه الله عز وجل. وفي الحديث الذي رواه الترمذي وغيره أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «اللهم انفعني بما علّمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني