عن ابن عباس في قوله:{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ} ، يقول: فترك، {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} ، يقول: حفظًا. قال ابن زيد: العزم المحافظة على ما أمره الله تبارك وتعالى بحفظه والتمسك به، قال له:{يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} فقرأ حتى بلغ: {لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} وقرأ حتى بلغ: {وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى} ، قال: فنسي ما عهد إليه في ذلك. قال: وهذا عهد الله إليه. قال: ولو كان له عزم ما أطاع عدوه الذي حسده وأبي أن يسجد له، وعصى الله الذي كّرمه وشرفه وأمر ملائكته فسجدوا له. وعن ابن عباس قال: إنما سمّي: الإنسان لأنه عهد إليه فنسي. وعن سعيد بن جبير قال: أهبط إلى
آدم ثور أحمر، فكان يحرث عليه ويمسح العرق من جبينه، فهو الذي قال الله:{فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} .
وقوله تعالى:{إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} . قال ابن عباس: يقول: لا يصيبك فيها عطش، ولا حر.