{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} ، قال ابن عباس: الصلاة المكتوبة. قال البغوي:{وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ} ساعاته، {فَسَبِّحْ} ، يعني: صلاة المغرب، والعشاء. قال ابن عباس: يريد أول الليل، {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} ، يعني: صلاة الظهر، وسمّي
وقت الظهر أطراف النهار لأنه وقته عند الزوال، وهو طرف النصف الأول انتهاء، وطرف النصف الآخر ابتداء. انتهى.
وقيل: التسبيح ها هنا محمول على التنويه والإجلال، والصواب أن الآية عامة لصلاة المكتوبة وصلاة التطوع، والتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير.
وقوله تعالى:{لَعَلَّكَ تَرْضَى} . قال ابن زيد: ترضى ما يثيبك الله على ذلك. وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال:«إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» . ثم قرأ هذه الآية.
عن قتادة قوله:{زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا} ، أي: زينة الحياة الدنيا، ... {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} ، قال: لنبتليهم فيه، {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} مما متّعنا به هؤلاء من هذه الدنيا وكان هشام بن عروة إذا رأى ما عند السلاطين
دخل داره فقال:{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى * وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} ثم ينادي: الصلاة، الصلاة يرحمكم الله. وعن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.