يقول تعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم} يا معشر المؤمنين، {مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً} ، أي: يحسدونكم ... حسدًا، {مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم} ، أي: من تلقاء أنفسهم، {مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} في التوراة، أن قول محمد صدق، ودينه حق، ... {فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ} ، اتركوا وتجازوا، {حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ} ، بعذابه، أي: القتل والسبي لبني قريظة، والجلاء والنفي لبني النضير. قال ابن عباس:{إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، فإن شاء هداهم، وإن شاء انتقم منهم.
وقوله تعالى:{وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} يحث تعالى عباده المؤمنين على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ويرغبهم في الأعمال الصالحة، ويخبرهم أنها مدخرة لهم عند ربهم، كما قال تعالى:{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً} وقال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} .