عن قتادة قوله:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} ، يقول: ما خلقناهما عبثًا ولا باطلاً. وعن مجاهد في قوله:{لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً} ، قال: زوجة، {لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا} ، من عندنا، وما خلقنا جنة، ولا نارًا، ولا موتًا، ولا بعثًا. وعن قتادة قوله:{لَوْ أَرَدْنَا
أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً} الآية، أي: أن ذلك لا يكون ولا ينبغي. وقوله:{إِن كُنَّا فَاعِلِينَ} ، يقول: ما كنا فاعلين. وقيل: إن كنا ممن يفعل ذلك لاتخذناه من لدنا، ولكنا لم نفعله لأنه لا يليق بالربوبية، {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} ، أي: فبطل كذبهم بما نبين من الحق؛ ثم أوعدهم فقال:{وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} الله بما لا يليق به من الصاحبة، والولد، والشريك.
{وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} خَلْقًا، وملكًا، وعبيدًا، {وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} ، قال قتادة: لا يعيون. وقال ابن زيد: لا يملّون، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} ، قال قتادة: يقول: الملائكة الذين هم عند الرحمن لا يستكبرون عن عبادته ولا يسأمون فيها؛ وذكر لنا: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس مع أصحابه إذ قال:«تسمعون ما أسمع» ؟ قالوا: ما نسمع من شيء يا