مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} ، فبينما هم على ذلك إذا انصدعت الأرض من قطر إلى قطر ورأوا أمرًا عظيمًا، فأخذهم لذلك من الكرب ما الله أعلم به، ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ثم خسف شمسها وقمرها وانتثرت نجومها، ثم كُشطت عنهم؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والأموات لا يعلمون بشيء من ذلك» . قال أبو هريرة: فمن استثنى الله حين يقول: {فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ} ؟ قال:«أولئك الشهداء، وإنما يصل الفزع إلى الأحياء، أولئك أحياء عند ربهم يرزقون، ووقاهم الله شر ذلك اليوم وآمنهم، وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه، وهو الذي يقول:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} » . وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يبعث يوم القيامة مناديًا: يا آدم إن الله يأمرك أن تبعث بعثًا من ذريتك إلى النار، فيقول آدم: يا رب مَنْ هم. فيقال له: من كل مائة تسعة وتسعون» . فقال رجل من القوم: من هذا الناجي منا بعد هذا يا رسول الله؟ قال:«هل تدرون؟ ما أنتم في الناس إلا كالشامة في صدر البعير» . رواه أحمد.
وفي الصحيحين عن أبي سعيد قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يقول الله تعالى يوم القيامة: يا آدم. فيقول: لبيّك ربنا وسعديك، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثًا إلى النار، قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف - أراه قال - تسع مائة وتسعة وتسعين، فحينئذٍ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} فشقّ ذلك على الناس حتى تغيّرت وجوههم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من يأجوج ومأجوج