للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٨) وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (٢٩) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (٣٠) } .

عن مجاهد في قوله: {مُنزَلاً مُّبَارَكاً} ، قال لنوح حين نزل من السفينة.

قال ابن كثير: قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ} ، أي: أن في هذا الصنيع وهو إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين، {لَآيَاتٍ} ، أي: لحجج ودلالات واضحات على صدق الأنبياء فيما جاءوا به عن الله تعالى، وأنه تعالى فاعل لما يشاء، قادر على كل شيء، عليم بكل شيء. وقوله: {وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ} ، أي: لمختبرين للعباد بإرسال المرسلين.

قوله عز وجل: {ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (٣١) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣٢) وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (٣٣) وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ (٣٤) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (٣٥) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (٣٦) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ

بِمَبْعُوثِينَ (٣٧) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (٣٨) } .

عن ابن عباس في قوله: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} ، يقول: بعيد، بعيد.

قال ابن جرير: وهذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن قول الملأ من ثمود أنهم قالوا: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} ، أي: بعيد ما توعدون، أيها القوم من أنكم بعد موتكم ومصيركم ترابًا وعظامًا مخرَجون أحياء من قبوركم، يقولون: ذلك غير كائن.

<<  <  ج: ص:  >  >>