قال ابن زيد: المترفون: العظماء. {إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ} ، يقول: فإذا أخذناهم بالعذاب جأروا، يقول: ضجّوا واستغاثوا مما حلّ بهم من
عذابنا، {لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ} ، قال الربيع: لا تجزعوا الآن حين حلّ بكم العذاب إنه لا ينفعكم، فلو كان هذا الجزع قَبْل نَفَعَكُمْ.
{قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ} ، قال ابن عباس يقول: تُدْبِرون، {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ} ، يقول: مستكبرين بحرم البيت لأنه لا يظهر علينا فيه أحد، {سَامِراً} ، يقول: يسمرون حول البيت، {تَهْجُرُونَ} ، قال: يهجرون ذكر الله والحق، وقال ابن زيد: كانوا يسمرون ليلهم ويلعبون ويتكلّمون بالشعر والكهانة، وبما لا يدرون. وعن مجاهد:{تَهْجُرُونَ} ، قال: بالقول السيِّئ في القرآن.
قال البغوي:{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا} ، يعني: يتدّبروا، {الْقَوْلَ} ، يعني: ما جاءهم من القول وهو: القرآن. فيعرفوا ما فيه من الدلالات على صدق محمد - صلى الله عليه وسلم -، {أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ} ؟ فأنكروا، يريد أنا
قد بعثنا من قلبهم رسلاً إلى قومهم، كذلك بعثنا محمدًا إليهم؛ وقيل:(أم) بمعنى: (بل) .