وقوله تعالى:{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ} . قال البغوي:{أَمْ تَسْأَلُهُمْ} على ما جئتَهم به {خَرْجاً} أجرًا وجُعْلاً، ... {فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ} يعني: ما يعطيك الله من رزقه وثوابه خير، {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} .
عن ابن عباس قوله:{وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} ، يقول: عن الحق عادلون. وعن ابن جريج في قوله:{وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ} ، قال: الجوع. {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ} ، قال: الجوع، والجدب، {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا
يَتَضَرَّعُونَ} ، قال الحسن: إذا أصاب الناس من قِبَلِ الشيطان بلاء، فإنما هي نقمة فلا تستقبلوا نقمة الله بالحمية، ولكن استقبلوها بالاستغفار وتضرّعوا إلى الله.
وقوله تعالى:{حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} . قال ابن كثير: أي: حتى إذا جاءهم أمر الله وجاءتهم الساعة بغتة، فأخذهم من عذاب الله ما لم يكونوا يحتسبون، فعند ذلك أُبْلِسُوا من كل خير، وأيسوا من كل رحمة، وانقطعت آمالهم ورجاؤهم.