للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَفْسِيراً (٣٣) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (٣٤) } .

قال ابن زيد في قول الله: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} ، لا يرون أن يسمعوه، وإن دُعوا إلى الله قالوا: لا، وقرأ: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} ، قال: ينهون عنه ويَبْعُدون عنه. وقال ابن عباس: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ} ، قال: يوطّن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أنه جاعل له عدوًا من المجرمين كما جعل لمن قبله.

وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} ، قال ابن عباس: كان الله ينزل عليه الآية، فإذا علمها نبي الله نزلت عليه آية أخرى، ليعلّمه الكتاب عن ظهر قلب ويثبّت به فؤاده. وعن الحسن في قوله: {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} ، قال: كان ينزل آية في آيتين وآيات، جوابًا لهم إذا سألوا عن شيء، أنزله الله جوابًا لهم وردًا عن الشيء فيما يتكلّمون به، وكان بين أوله وآخره نحو من عشرين سنة.

وعن ابن جريج: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ} ، قال: الكتاب بما تردّ به ما جاءوا به من الأمثال التي جاءوا بها {وَأَحْسَنَ ... تَفْسِيراً} قال ابن عباس: يقول أحسن تفصيلاً.

وقوله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً} في الصحيح عن أنس أن رجلاً قال: يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ فقال: «إن الذي أمشاه على رجليه قادر أن يمشيه على وجهه يوم القيامة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>