قال ابن زيد في قوله:{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} قال: ربّيناك فينا وليدًا فهذا الذي كافأتنا أن قتلت منا نفسًا وكفرت نعمتنا؟ {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} ، قال مجاهد: من الجاهلين. وعن السدي:{فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً} والحكم: النبوّة. وعن مجاهد:
قال ابن كثير: أي: وما أحسنت إليّ وربّيتني مقابل ما أسأت إلى بني إسرائيل، فجعلتهم عبيدًا وخدمًا تصرفهم في أعمالك ومشاقّ رعيتك، أفَيَفي إحسانك إلى رجل واحد منهم بما أسأت إلى مجموعهم؟ أي: ليس ما ذكرته شيئًا بالنسبة إلى ما فعلت بهم.
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} . يقول: أيّ شيء رب العالمين الذي تزعم أنك رسوله؟ {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ} أنه خالقها. أي: إن كانت لكم قلوب موقنة تدلّكم على أن فرعون وغيره لا يخلقون ذلك، {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ} ، أي: ألا تعجبون من هذا في زعمه أن لكم إلهًا غيري؟ {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} الذين كانوا قبل فرعون وزمانه، {قَالَ