وقوله:{وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ، طلبًا من الله التوبة والرحمة؛ لأنه لا يدخل الجنة أحد بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته.
وقوله تعالى:{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} ، يقول تعالى إخبارًا عن تمام دعوة إبراهيم وإسماعيل أنهما قالا:{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ} ، أي: في الأمة المسلمة {رَسُولاً مِّنْهُمْ} ، أي: محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وروى أحمد وغيره عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... «إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت،
وكذلك أمهات النبيين يرين» . وفي حديث أبي أمامة:«ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام» .
وقوله تعالى:{يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} ، قال الحسن وغيره: الكتاب: القرآن، والحكمة: السنة، وقيل: الحكمة الفهم في الدين، ولا منافاة.
وقوله تعالى:{إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} ، أي:{العَزِيزُ} ، الذي ليس مثله أحد ولا يعجزه شيء، {الحَكِيمُ} ، في أفعاله وأقواله فيضع، الأشياء في محلها. والله أعلم.