للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَعْمَهُونَ} ،

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ} ، أي: في الدنيا والآخرة، {وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} ، أي: ليس يخسر أنفسهم وأهليهم سواهم من أهل الحشر.

وقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ} ، أي: تؤتى القرآن، {مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} ، أي: وحيًا من عند الله الحكيم في أمره ونهيه العليم بالأمور كلها فخبره هو الصدق وحكمه هو العدل كما قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .

قوله عز وجل: {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧) فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٨) يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠) إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (١١) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (١٢) فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (١٣) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٤) } .

قال ابن كثير: يقول تعالى لرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - مذكّرًا له ما كان من أمر موسى عليه السلام، كيف اصطفاه الله وكلّمه وناجاه، وأعطاه من الآيات العظيمة الباهرة، والأدلّة القاهرة، وابتعثه إلى فرعون وملأه، فجحدوا بها وكفروا واستكبروا عن إتباعه والانقياد له، فقال تعالى: {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ} ، أي: اذكر حين سار

<<  <  ج: ص:  >  >>