للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البغوي: فعرف سليمان كمال عقلها حيث لم تقرّ ولم تنكر.

قال ابن كثير: وقوله: {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} ، قال مجاهد: يقوله سليمان. {وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ} ، قال، البغوي: أي صدّها عبادة الشمس عن التوحيد وعبادة الله.

{إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ} ، قال وهب بن منبه: أمر سليمان بالصرح، وقد عملته له الشياطين من زجاج كأنه الماء بياضًا، ثم أرسل الماء تحته، ثم وضع له فيه سريره فجلس عليه، وعكفت عليه الطير والجنّ والإِنس، ثم قال: {ادْخُلِي الصَّرْحَ} ليريها ملكًا هو أعز من ملكها وسلطانًا هو أعظم من سلطانها، {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا} لا تشكّ أنه ماء تخوضه، قيل لها: ادخلي {إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ} فلما وقفت على سليمان دعاها إلى عبادة الله وعابها في عبادتها الشمس من دون الله، فقالت بقول الزنادقة، فوقع سليمان ساجدًا إعظامًا لما قالت وسجد معه الناس، وسقط في يديها حين رأت سليمان صنع ما صنع، فلما رفع سليمان رأسه قال: ويحك ماذا قلت؟ قال: وأُنسِيَتْ ما قالت،

فـ {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ... الْعَالَمِينَ} وأسلمت فحسن إسلامها. وعن عكرمة قال: لما تزوج سليمان بلقيس قالت: لم تمسّني حديدة قطّ، قال سليمان للشياطين: انظروا ما يذهب الشعر، قالوا: النورة، فكان أول من صنع النورة. والله أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>