وقال ابن كثير: يقول: {أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً} ، أي: قارّة ساكنة ثابتة لا تميد ولا تتحرّك بأهلها وترجف بهم، وأنها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش والحياة، بل جعلهما من فضله ورحمته مهادًا بساطًا ثابتة لا تتزلزل ولا تتحرّك، كما قال تعالى في الآية الأخرى:{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء} .
وقوله تعالى:{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ} ، أي: المكروب المجهود، ... {إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ} سكّانها يهلك قرنًا وينشئ آخر {أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} ، أي: ما أقلّ تذكّركم فيما يرشدكم إلى الحق، فلذلك أشركتم بالله غيره في عبادته.
وعن ابن جريج قوله:{أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} والظلمات في البر: ضلالة الطريق. والبحر: ضلالة طريقه وموجه. وقال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: أم ما تشركون بالله خير أم الذي يهديكم في ظلمات البر والبحر إذا ضللتم فيهما الطريق فأظلمت عليكم السبل فيهما؟