للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (ألست تعلم أن يعقوب يوم مات وصى بنيه باليهودية؟) وقال الكلبي: لما دخل يعقوب مصر رآهم يعبدون الأوثان

والنيران، فجمع ولده وخاف عليهم ذلك. وقوله تعالى: {قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} ، إسماعيل عم يعقوب، والعرب تسمي العم أبًا. قال ابن زيد: يقال: بدأ بإسماعيل لأنه الأكبر، واستدل بالآية من جعل الجدّ أبًا وحجب به الأخوة، كما هو قول الصديق، وهو مذهب أبي حنيفة وغير واحد من السلف والخلف.

وقوله تعالى: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} ، أي: موحدون مطيعون خاضعون.

قوله عز وجل: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٤) } .

يقول تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} ، أي: مضت {لَهَا مَا كَسَبَتْ} من العمل {وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ} من خير أو شر {وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} . كما قال تعالى: {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} وفي الحديث: «من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه» . قال قتادة: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} ، يعني: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط.

قوله عز وجل: {وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٣٥) } .

قال ابن عباس: قال عبد الله بن صوريا الأعور لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما الهدى إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>