وقوله تعالى:{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ} ، قال ابن كثير: أي: فإن لم يجيبوك عما قلت لهم ولم يتّبعوا الحق {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ} أي بلا دليل ولا حجّة {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ} أي: بغير حجّة مأخوذة من كتاب الله، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} .
وعن قتادة:{وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} ، قال: وصلّ الله لهم القول في هذا القرآن يخبرهم: كيف صنع بمن مضى وكيف هو صانع. {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} .
عن مجاهد قوله:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ} إلى قوله {الْجَاهِلِينَ} قال هم: مسلمة أهل الكتاب. وفي الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه ثم آمن بي، وعبد مملوك أدّى حق الله وحقّ مواليه، ورجل كانت له أمة فأدّبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها فتزوّجها» .
وقال ابن إسحاق: ثم قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة عشرون رجلاً أو قريب من ذلك من النصارى، حين بلغهم خبره من الحبشة، فوجدوه في المسجد فجلسوا إليه وكلّموه وسألوه، ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة، فلما فرغوا من مسألة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما أرادوا، دعاهم إلى الله تعالى وتلا عليهم