كثير: وقوله: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} ، أي: استعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل، والنعمة الطائلة في طاعة ربك، والتقرّب إليه بأنواع القربات التي يحصل لك بها الثواب في الدنيا والآخرة. {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} ، أي: مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح، فإن لربك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولزَوْرِك عليك حقًا، فآت كل ذي حق حقه {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} أي: أحسن إلى خلقه كما أحسن هو إليك {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ} أي: لا تكن همتك بما أنت فيه أن تفسد به في الأرض وتسيء إلى خلق الله، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} .
وقال ابن زيد في قوله:{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} ، قال: لولا رضا الله عني ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا. وقرأ:{أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً} الآية. وعن مجاهد:{وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} كقوله: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} ، زرقًا سود الوجوه، والملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم. وقال الحسن: لا يسألون سؤال استعلام وإنما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ.
عن مجاهد:{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} ، قال: على براذين بيض عليها سروج الأرجوان عليهم المعصفرات. وعن قتادة:{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} . (ذُكر لنا أنه يخسف به كل يوم قامة، وأنه يتجلجل فيها لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة) .
{فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ} ، أي: جند ينصرونه، وما عنده منعة يمتنع بها من الله، {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ