ثم أوعد بالمصير إليه فقال:{إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أخبركم بصالح أعمالكم وسيئها فأجازيكم عليها.
وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ} ، أي: في زمرة الصالحين. وهم: الأنبياء، والأولياء. قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: {وَالَّذِينَ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ، وذاك أن يؤدّوا فرائض الله ويجتنبوا محارمه، {لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ} في مدخل الصالحين. وذلك: الجنة.
عن ابن عباس قوله:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} ، قال: أن يرتدّ عن دين الله إذا أوذي في الله. وعن مجاهد قوله:{فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}
إلى قوله:{وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} ، قال: أناس يؤمنون بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة في أنفسهم افتتنوا، فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة.