عن ابن عباس قال: بعث نوح وهو لأربعين سنة، بث في قومه ألف سنة إلاَّ خمسين عامًا، وعاش بعد الطوفان ستين عامًا، حتى كثر الناس وفشوا. وعن مجاهد قال: قال لي ابن عمر: كم لبث نوح في قومه؟ قال: قلت: ألف سنة إلاَّ خمسين عامًا، قال: فإن الناس لم يزالوا في نقصان من أعمارهم وأحلامهم وأخلاقهم إلى يومك هذا.
وقوله تعالى:{فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} ، قال قتادة: أبقاها الله آية للناس بأعلى الجوديّ.
وقال ابن كثير: أو نوعها، وهذا من باب التدريج من الشخص إلى الجنس، كقوله تعالى:{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ} ، أي: وجعلنا نوعها رجومًا، فإن التي يرمى بها ليست هي زينة للسماء.