عن ابن عباس قوله:{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً} إلى آخر الآية، قال: ذلك مثل ضربه الله لمن عبد غيره. وقال قتادة: هذا مثل ضربه للمشرك، مثل إلهه الذي يدعوه من دون الله كمثل بيت العنكبوت: واهن ضعيف لا ينفعه. وقال ابن زيد: لا يغني أولياؤهم عنهم شيئًا، كما لا يغني العنكبوت بيتها هذا.
قال ابن كثير: ثم قال تعالى متوعدًا لمن عبد غيره وأشرك به: أنه تعالى يعلم ما هم عليه من الأعمال، ويعلم ما يشركون به من الأنداد، وسيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم، ثم قال تعالى:{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} ، أي: وما يفهمها ويتدبّرها إلا الراسخون في العلم المتضلّعون منه. وعن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية:{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} ، قال:«العالم من لم يغفل عن الله فعمل بطاعته واجتنب سخطه» . رواه