للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله عز وجل: {سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (١٤٢) } .

يقول تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاء} ، أي: الجهال وهم: اليهود والمنافقون {مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ} ، أيّ: شيء صرفهم وحوّلهم ... {عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا} يعني: بيت المقدس.

قال ابن عباس: (لما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعة عشر شهرًا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب قبلة إبراهيم، فكان يدعوا الله وينظر إلى السماء، فأنزل الله عز وجل: {فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} فارتاب من ذلك اليهود وقالوا: {مَا وَلاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا} ، فأنزل الله: {قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} .

وروى الإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني في أهل الكتاب: «إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>