وروى أحمد وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم» . قالوا: بم يا رسول الله؟ قال:«بالثناء الحسن، والثناء السيِّء، أنتم شهداء الله في الأرض» .
وفي الحديث الآخر:«أيما مسلم شهد له أربعة بخير، أدخله الله الجنة» قال: فقلنا: وثلاثة؟ قال: فقال: «وثلاثة» قال: فقلنا: واثنان؟ قال:«واثنان» . ثم لم نسأله عن الواحد. رواه البخاري وغيره.
وقوله تعالى:{وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} ، كما قال تعالى:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً} قال قتادة: {لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} أي: أن رسلهم قد بلغت قومها عن ربها {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} على أنه قد بلغ رسالات ربه إلى أمته.
وقوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ} قال ابن كثير: (يقول تعالى: إنما شرعنا لك يا محمد التوجه أولاً إلى بيت المقدس، ثم صرفناك