النبت والزرع مصفرًا بعد الخضرة، {لَّظَلُّوا} لصاروا، {مِن بَعْدِهِ} ، أي: من بعد اصفرار الزرع، {يَكْفُرُونَ} ، يجحدون ما سلف من النعمة. وعن قتادة قوله:{فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} هذا مثل ضربه الله للكافر، فكما لا يسمع الميت الدعاء كذلك لا يسمع الكافر، {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} ، يقول: لو أن أصمّ ولّى مدبرّا ثم ناديته لم يسمع، كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع. وقال في جامع البيان: الأصمّ المقبل ربما يفطن من الكلام بمعونة مشاهدة القرائن شيئًا منه، بخلاف المدبر. ... {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ} ، والكافر كمن لا عين له يضلّ الطريق، وليس بوسع أحد أن ينزع عنه العمى ويجعله بصيرًا، {إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا} ما ينفع الإسماع إلا لمن علم الله أنه يصدّق بآياته وما طبع على قلبه {فَهُم مُّسْلِمُونَ} منقادون لما تأمرهم.