وقد روي عن لقمان من الحكم والمواعظ أشياء كثيرة فمنها قوله: إن الله إذا استودع شيئًا حفظه.
وقال: يا بنيّ إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك.
وقال: الصمت حكم وقليل فاعله.
وقال: يا بنيّ إذا أتيت نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام - يعني: السلام - ثم اجلس في ناحيتهم، ولا تنطق حتى تراهم قد نطقوا، فإن أفاضوا في ذكر الله فَأجِلْ سهمك معهم، وإن أفاضوا في غير ذلك فتحوّل عنهم إلى غيرهم. وقال خالد الربعيّ: كان لقمان عبدًا حبشيًا فدفع مولاه إليه شاة وقال: اذبحها وائتني بأطيب مضغتين منها. فأتاه باللسان، والقلب، ثم دفع إليه شاة أخرى وقال: اذبحها وائتني بأخبث مضغتين منها، فأتاه باللسان، والقلب، فسأله مولاه فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. وعن عمر مولى غفرة قال: وقف رجل على لقمان الحكيم فقال: أنت لقمان، أنت عبد بني الحسحاس؟ قال: نعم، قال: أنت راعي الغنم؟ قال: نعم، قال: أنت الأسود؟ قال: أما سوادي فظاهر، فما الذي يعجبك من أمري؟ قال وطء الناس بساطك، وغشيهم بابك، ورضاهم بقولك! قال: يا ابن أخي إن صغيت إلى ما أقول لك كنت كذلك، قال لقمان: غَضِّي بصري، وكَفيّ لساني، وعفَة طعمتي، وحفظ فرجي، وقولي بصدقي، ووفائي بعهدي، وتكرمتي ضيفي، وحفظي جاري، وتركي ما لا يعنيني، فذلك الذي صيرّني إلى ما ترى. والله أعلم.