للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} . عن مغيرة قال: الصبر نصف الإيمان، والشكر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله، ألم تر إلى قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} ، {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ} ، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ} .

وقوله تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} قال قتادة: الختّار: الغدّار، كل غدّار بذمّته كفور بربه.

قال البغوي: والختر: أسوأ الغدر: قال بعضهم: وإنما قال ها هنا: {فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ} وقد قال فيما قبل: {إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} لأنه ذكر ها هنا الموج وعظمته، ولا محالة يبقى لمثله أثر في الخيار، فيخفض شيئًا من غلوّ الكفر والظلم، وينزجر بعض الانزجار.

قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (٣٣) إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤) } .

عن قتادة قوله: {وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} ذاكم الشيطان. وعن مجاهد: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} ، قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن امرأتي حبلى فأخبرني ماذا تلد؟ وبلادنا محل جدبة فأخبرني متى ينزل الغيث؟ وقد علمتُ متى

<<  <  ج: ص:  >  >>