عن ابن عباس قوله:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} ، أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههنّ من فوق رؤوسهنّ بالجلابيب ويبدين عينًا واحدة. وقال قتادة: أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب، {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} ، وقد كانت المملوكة إذا مرّت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر يتشبهن بالإماء.
وعن عكرمة في قوله:{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} قال: هم الزناة. {وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} ، قال قتادة: الإرجاف: الكذب. وكانوا يقولون: أتاكم عدد وعدّه. {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} ، أي: لنحملنّك عليهم، لنحرّشك بهم، {ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً} أي: بالمدنية، {مَلْعُونِينَ} على كل حال، {أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} إذا هم أظهروا النفاق {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ} يقول: هكذا سنة الله فيهم إذا أذهبوا النفاق {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ ... تَبْدِيلاً} .