قال ابن كثير: يخبر تعالى عن نفسه الكريمة أن له الحمد المطلق في الدنيا والآخرة، لأنه المنعم المتفضّل على أهل الدنيا والآخرة، المالك لجميع ذلك، الحاكم في جميع ذلك، كما قال تعالى:{وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ، ولهذا قال تعالى ها هنا:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ} ، أي: الجميع ملكه وعبيده وتحت تصرفه وقهره، كما قال تعالى:{وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأولَى} ؛ ثم قال عز وجل:{وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ} ، فهو المعبود أبدًا، المحمود على طول المدى. وقوله تعالى:{وَهُوَ الْحَكِيمُ} ، أي: في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره، {الْخَبِيرُ} الذي لا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عنه شيء.