للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بهن وجهَ الرحمن، ثم قرأ عبد الله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} . رواه ابن جرير.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} .

قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: والذين يكسبون السيّئات لهم عذاب جهنم.

وقوله: {وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} ، يقول: وعمل هؤلاء المشركين يبور، فيبطل فيذهب لأنه لم يكن لله فلم ينفع عامله.

وعن قتادة: {وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ} يعني: آدم {ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ} يعني: ذرّيّته، {ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً} فزوّج بعضكم بعضًا. وقال ابن زيد في قوله: {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} ، قال: ألا ترى الإِنسان يعيش مائة سنة، وآخر حين يولد؟

وقوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} قال قتادة: والأُجاج: المرّ {وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً} أي: منهما جمعيًا، {وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} هذا اللؤلؤ {وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ} فيه السفن مقبلة ومدبرة بريح واحدة؛ قيل: نسب اللؤلؤ إليهما لأنه يكون في البحر الأُجاج عيون عذبة، فيكون اللؤلؤ من بين ذلك.

وعن قتادة: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} زيادة هذا في نقصان هذا، ونقصان هذا في زيادة هذا. {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى} لأجل معلوم وحدّ لا يقصر دونه ولا يتعدّاه {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>