أهل المعصية، ولا يستوي البصير ولا النور، ولا الظلّ والأحياء، فهو مثل أهل الطاعة. وعن قتادة:{إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع. وقال البغوي:{إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ} حتى يتّعظ ويجيب، {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُور} ، يعني: الكفار شبّههم بالأموات في القبور حين لم يجيبوا، {إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ} ما أنت إلا منذر تخوّفهم بالنار.
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ} ما من أمة فيما مضى، {إِلَّا خلَا} سلف، {فِيهَا نَذِيرٌ} نبيّ منذر، {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ} بالكتب، ... {وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} الواضح؛ كرّر ذلك الكتاب بعد ذكر الزبر على طريق التأكيد. {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} ، أي: إنكاري. وقال ابن كثير:{ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: ومع هذا كله كذّب أولئك رسلهم فيما جاؤوهم به، فأخذتهم، أي: بالعقاب والنكال، {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} ، أي: فيكف رأيت إنكاري عليهم عظيمًا شديدًا بليغًا. والله أعلم.